رجال أعمال وسياسيون وفنانون متورطون معه بنشاطات خارج إطار القانون
البلطجى الشهير حصل على جواز سفر دبلوماسى من نظام مبارك
حصل على ترخيص سلاح نارى رغم كونه مسجل خطر بـ13 سابقة
سوزان حرَّضته على الاستيلاء على أراضى صفاء أبو السعود تأديبًا لصالح كامل
توجيهات لفضائيات وصحف خاصة للدفاع عنه وتصويره كضحية خلاف سياسى
علامات استفهام واسعة وخطيرة تطرح نفسها الآن فى أعقاب القبض على "صبرى نخنوخ" أخطر زعيم للبلطجة فى مصر على الإطلاق طوال السنوات العشر الأخيرة، والرجل الذى يهيمن فعليًا على ما بين ثلاثة إلى أربعة آلاف بلطجى منتشرين فى محافظات مصرية مختلفة، لكن غالبيتهم تتركز فى القاهرة، وصبرى حلمى نخنوخ ـ 49 عامًا ـ اسم يعرفه جيدًا رواد كباريهات شارع الهرم وقد ذاع صيته منذ أن كان عمره 20 عامًا بين بودى جاردات المنطقة وبلطجيتها وأطلق عليه عميد جاردات شارع الهرم ورغم أن بنيانه الجسدى ليس ضخمًا لكن له رصيدًا كبيرًا فى عالم الجريمة والبلطجة ما بين فرض السيطرة والنفوذ وأعمال البلطجة وتجارة الصنف كما كان واحدًا من أبرز الذين استغلهم الحزب الوطنى المنحل فى تزوير الانتخابات وإفسادها حيث يتحكم نخنوخ فى جيش جرار من أصحاب السوابق والبلطجية وهو أول مَن ابتكر مكاتب لتوريد البلطجية وهناك علامات استفهام حول امتلاكه طبنجة مرخصة من قسم شرطة الدقى رغم وجود أكثر من 13 سابقة عليه.
وكان "نخنوخ" ابن حى "بولاق أبو العلا" فى وسط القاهرة الذى انتقل إليه مبكرًا من حى "القللى"، قد التقطه أحد قيادات مباحث أمن الدولة والذى تحول بعد ذلك إلى أحد أقطاب الحزب الوطنى المنحل، حيث تمكن بعد ذلك من الوصول ـ بمساعدة نخنوخ ـ إلى عضوية البرلمان ممثلا للحزب الوطنى، ومن هنا بدأ البرلمانى الشهير "ب.ق" فى اكتشاف "دور" استثنائى للبلطجى الشهير وبدأ فى تعريفه على قيادات الداخلية، حيث بدأ التنسيق بينه وبين مباحث أمن الدولة وتم تعريفه برئيس الجهاز وقتها اللواء حبيب العادلى، وعندما تولى العادلى الوزارة تم عقد اجتماع بين نخنوخ وحبيب العادلى فى العمارة التى يملكها النائب البرلمانى وقطب الحزب الوطنى الشهير الذى قدم "نخنوخ" للعادلى بوصفه "هدية" وأنه خير من يمكن الاعتماد عليه فى كل المهام التى لا تريد الداخلية الظهور فيها بشكل مباشر، كما أجرى القيادى نفسه مقابلة له مع زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية، نخنوخ الذى نجح فى "إدارة" السيطرة الأمنية على الانتخابات البرلمانية من خلال رجاله الذين روعوا الناخبين بالسيوف والسنج والأسلحة النارية والتى تم التقاطها فى صور شهيرة نشرت فى الإعلام المصرى والعالمى، تعززت بعدها مكانته عند كثير من قيادات الداخلية، وذاع صيته فى أعقاب ذلك بين عدد من الفنانين ورجال الأعمال، الذين لجأوا إليه فى عمليات سيطرة أو حماية أو تصفية خصوم، بوصفه يحظى بمظلة حماية سياسية رسمية وأنه أكثر بلطجى موثوق فيه فى الأعمال التى توكل إليه، وقد لجأ إليه رجال أعمال وملاك فضائيات وفنادق ومشروعات سياحية من أجل توفير الحماية أو تنفيذ بعض الأعمال والمهام خارج إطار القانون، وتؤكد المصادر التى تواصلت مع "المصريون" أن العملية التى قام بها "نخنوخ" بالاستيلاء على أراضى الفنانة صفاء أبو السعود كانت بتوصية من سوزان مبارك شخصيًا، فى عملية تأديب للملياردير السعودى صالح كامل صاحب مجموعة قنوات إيه آر تى.
نخنوخ البلطجى المدلل عند نظام حسنى مبارك وحبيب العادلى كان يحظى برعاية استثنائية، فقد منح جواز سفر دبلوماسى للسفر إلى الخارج بدون أى معوقات وعدم خضوعه للتفتيش أثناء المرور، كما منح بطاقات منسوبة إلى العديد من الجهات القضائية والأمنية.
وقد لجأ نظام مبارك وقيادات الداخلية بالتحديد فى أيام الثورة وفى أعقابها إلى "نخنوخ" من أجل القيام بعمليات تصفية مختارة بعناية، وعلى الرغم من رفع تقارير وافية من جهات عديدة عن نشاطه وخطورته وتورطه فى أعمال قذرة بعد الثورة إلا أن جهات عليا حرصت على تجاهل الموضوع لأسباب قد يمثل الكشف عنها مفاجأة كبرى.
وكانت المعلومات التى تجمعت لدى رئاسة الجمهورية خلال الأسبوع الماضى تؤكد أن جهات داخل مصر وخارجها فى لبنان والإمارات العربية على تواصل دائم فى الفترة الأخيرة مع نخنوخ، وأنه قد أوكل إليه القيام بأعمال خطيرة أثناء التظاهرات التى كان مقررًا خروجها فى 24 أغسطس الماضى، وأن مؤسسات دينية وشخصيات معارضة وبعض المنشآت ستتعرض لانتهاكات مثيرة للغاية بما يسبب حالة من الفوضى والهلع فى العاصمة، وأكدت المعلومات أن "نخنوخ" يخترق قيادات عديدة فى وزارة الداخلية، وأنه من الصعب السيطرة عليه أو ضبطه بدون عملية خاصة واستثنائية، فكان أن طلبت الرئاسة الاستعانة بجهاز المخابرات الحربية مع قيادات مختارة بعناية فى وزارة الداخلية، فاجأت نخنوخ وأذهلته فى الوصول إليه بسهولة وضبطه مع عدد كبير من رجاله.
وعلمت "المصريون" أن جهودًا تجرى الآن مع "نخنوخ" من أجل الكشف عن شبكة البلطجة بالكامل وعلاقاتها، وقد هدد "البلطجى" الشهير بكشف أسماء من العيار الثقيل من رجال أعمال وسياسيين وفنانين ومسئولين أمنيين وشخصيات رفيعة، الأمر الذى دفع وزارة الداخلية إلى تشديد إجراءات الحماية والمراقبة له فى محبسه خوفًا من أن يتعرض لمحاولات تصفية لدفن أسراره معه، كما جرت اتصالات محمومة بين عدد من رجال الأعمال وملاك بعض الصحف الخاصة والفضائيات من أجل توفير مظلة إعلامية عاجلة لنخنوخ لمنحه الثقة فى عدم الكشف عن علاقاته بهم، من خلال محاولة تصوير قضيته فى إطار سياسى أو دينى.
المصدر : المصريون
No comments:
Post a Comment