Thursday, February 16, 2012

أبو يحيى من طره: سجنوني حتى لا أفضح سر المشير وأنا لا أعادي الكنيسة ولكن أعادي من “يضرب القانون بالجزمة”

مظاهرات تطالب بالإفراج عن أبو يحى من طره



الظلم عشرة أجزاء .. جزء يطوف بلاد العالم من شرقها إلى غربها..و تسعة مستقرين في مصر بشكل دائم..وفي كل ليلة يعود أخاهم العاشر وقد هده التعب ليبيت مع أشقائه التسعة حتى الصباح، تلك جملة رددها المظلومين في معتقلات مبارك ومقرات أمن دولته، ولكنها لازالت تردد حتى الآن بعد الثورة.
في العام الماضي قدم مئات الناشطين المدنيين إلى محاكم عسكرية أحكامها لا تبقي ولا تذر، ومئات غيرهم لفقت لهم تُهم يعرف صانعها جيداً أن أوراقها كتبت بمداد الكذب ، من هؤلاء المئات الشيخ مفتاح محمد فاضل، الشهير بـ” أبو يحيى” .
وفي زيارة إلى سجن الاستقبال ومن خلف الأسوار في طره كان هذا الحوار مع الشيخ أبو يحي، المتهم في أحداث فتنة إمبابة والذي كان مضرباً عن الطعام، الرجل كان يعتبر ما يحدث له جزء من ضريبة ثورة الـ25 من يناير.
وضعوه في غرفة انفرادية بدون دورة مياه وأغلقوها عليه من الساعة الـ4 عصراً حتى السادسة صباحاً، وزيادة في الإرهاب وضعوا في زنزانتين بجواره فردين “مختلين عقلياً” صراخهما لا يتوقف لحظة، إلا أن الرجل بشوش الوجه كان في باله ما يشغله عما يفعل الجلادون، وكان في جعبته الكثير ليرويه لـ”التغيير” وأخطر ما قال ” المشير أمر بوضعي في السجن عندما خاف أن أفضحه” .
وإلى نص الحوار:
■ كيف وصل بك الحال إلى السجن ؟
* بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، هذا السجن محاولة لاغتيالي نفسياً، ومنعي من تادية واجبي في نصرة المسلمات الجدد والمختطفات في الأديرة، وقد تقدمت ببلاغ لمحكمة أمن الدولة العليا طوارئ، اشتكى فيه من سوء المعاملة.
■ محاولة ممن ..وهل تعرضت للتعذيب؟
* محاولة من المجلس العسكري ، نعم حدث ذلك عدة مرات ، وبعلم اللواء محمد نجيب الشهير بـ”ساويرس” رئيس قطاع مصلحة السجون ، منها حينما تعرضت للضرب والإهانة من ضباط السجن بعد اعتراضي على قيام أحد المخبرين ببيع المخدرات للمساجين الجنائيين، ورأيت آخرين تنتهك آدميتهم أمامي.
■ كيف؟
* حدث ذلك حينما وضعت قدمي في سجن الاستقبال وكانت هناك حفلة استقبال في انتظار الجميع، وقاموا بقسمة النزلاء الجدد، وقام الضباط والأمناء بسب وشتم المساجين الجنائيين ومعظمهم هارب من الخدمة العسكرية، وإجبارهم على شرب مياه “وسخة” عليها صابون وزيت وقاذورات، حتى يتقيأ السجين ما في بطنه في عملية تعذيب يجرمها القانون.
وكان الضباط يأمرون المساجين بخلع ملابسهم الداخلية وتعرية عوراتهم والجلوس قرفصاء أمام الجميع و”التبول والتبرز” بعد علقة ساخنة وكان الضابط يشتم قائلاً” انتو هنا في سجن أولاد أبو إسماعيل.. مش سجن أبوكوا يا ولاد الـ…”.
■ في رأيك لماذا لم يشملك أي عفو من المشير، خصوصاً في ذكرى ثورة يناير؟
* لأن المشير خائف من الفضيحة، لقد كشفت أسرار أثناء التحقيق معي لكل من اللواء حسن عبد الرحمن رئيس جهاز أمن الدولة المنحل وعمر سليمان رئيس المخابرات السابق، وقلت أمام النيابة أن فساد المشير طنطاوي لا يقل عن فساد مبارك، وهددت بفتح ملفات المشير طنطاوي المالية المتورمة وشريكه الذي هو في الحقيقة شقيقه.
■ هل يمكن أن نعرف شيئاً من ذلك؟
* يكفي أن تعلم ملف مصنع الطائرات الحربي، الذي تم إجهاض المشروع برمته وتم تحويل خط الإنتاج إلى صناعة “حلل الطبخ” و”ملاعق السفرة والشوك والسكاكين”، كل مخزون الألمونيوم تم التلاعب به وتحويله إلى مليارات في جيوب الكبار.
■ بما انك شيخ سلفي هل تمكنت من التصويت لحزب النور داخل السجن؟
* لم أصوت في الانتخابات للأسف، لقد مارسوا ضدي تمييزاً سافراً من بداية انتخابات مجلس الشعب حتى نهايتها، هل تصدق أن الناشط “علاء عبد الفتاح” وأقباط ماسبيرو تأتيهم لجان تصويت إلى عتبة الزنازين، أما أنا فأمنع من حق كفله لي الدستور حيث أني مسجون احتياطي على ذمة قضية حتى ولو كانت ملفقة.
■ هل وضحت ذلك؟
*  عند بداية الانتخابات توقعت أن أتمكن من الإدلاء بصوتي أسوة بالآخرين الذين تم طلاء زنازينهم ووضع آلاف الجنيهات في حسابهم بالسجن، ولكن هذا لم يحدث فقمت برفع دعوي ضد رئيس قطاع السجون اللواء “محمد نجيب” بصفته والنائب العام بصفته ورئيس الهيئة العليا للانتخابات بصفته، وذلك لامتناعهم عن تنفيذ حكم قضائي وتعطيل نص دستوري، وقمت بالإضراب وجاءني رئيس نيابة المعادي وتفاوض معي على أن أتمكن من التصويت في الإعادة وهذا أيضاً لم يحدث.
تعرف أن الشاب الذي قام باغتيال اسحق رابين رئيس وزراء الصهاينة الأسبق، كان محكوماً عليه بالإعدام ومع ذلك طالب بحقه في التصويت من داخل السجن ورفع قضية، ولما نفذ فيه حكم الإعدام تم الحكم في قضية منعه من التصويت، وقضت المحكمة بوقف وزير الداخلية عن العمل مدة عام وتغريم إدارة السجن 100 ألف “شيكل” دفعت لأسرته.
■ ما هو دورك في أحداث فتنة إمبابة ؟
*دوري تسأل عنه اللواء “بدين” الذى رفض الشهادة بأنني لم أكن في القاهرة يوم الحادثة ..بل كنت في المنصورة ولدى شهود الإثبات ولكن كما قلت لك ان هذه محاكمة سياسية وصفقة بين المجلس العسكري والكنيسة..لإرضاء ثلاثي أضلاع الفتنة الطائفية شنودة ومتياس وفلوباتير.
■ ماذا تقول للنواب في البرلمان، وهل ترى الرئيس أولاً أم الدستور أولاً؟
* اتقوا الله وانصروا المظلومين وطهروا مصر من بقايا النظام الفاسد، الرأس فقط هو الذى سقط، مبارك آمن ويتمتع بحماية العسكر والمحاكمات تضييع وقت وغير جادة، الثورة لم تنجح بعد وعلينا ألا نخسرها وهو ما سيحدث إذا تركنا بقايا النظام العفن يدير البلاد ويلتف علي الجميع ويأكلني اليوم ثم يأكلك غداً.
أما بالنسبة لانتخابات الرئاسة أرى أن الرئيس أولاً.
■ هل تعادي الكنيسة؟
* على العكس تماماً أنا أعادي من “يضرب القانون بالجزمة” كما صرح بذلك احد القساوسة على الهواء وأمام الجميع، وأنا اتهمت الأنبا شنودة راعي الكنيسة الأرثوذكسية قبل ذلك بجريمة “اختطاف أنثى”، واتهمت معه ضباط أمن الدولة المنحل ومنهم “أشرف قادوس” الشهير بـ”وائل نور”، لأن أمن الدولة كانت تشرف على خطف البنات المسلمات وتسليمهن إلى الكنيسة، وتلك جريمة يعاقب عليها القانون.
■ أليس من حق المسلمات الجدد أن يعدن إلى ملتهن إذا شئن ذلك؟
- ليس هذا ما يحدث، الذي يحدث أن النيابة تأمر بوضع الفتاة في أحد مراكز الرعاية ، ويتم تشديد الحراسة عليها ويسمح لأهلها النصارى فقط بزيارتها مع القساوسة ولا يسمح بزيارة أي واعظ مسلم، وتمارس على الفتاة من قبل الكنيسة وأهلها ضغوط هائلة، وحينما تصبح الضحية جاهزة يأتي دور مستشار البابا المحامي نجيب جبرائيل الذي يرفع دعوى بأن المكان غير آمن،  فتأتي النيابة فلا تجد أحدا غير أهلها والكنيسة فيتم تسليمها إليهم وهذا غير دستوري ولا قانوني.
■ وماذا يحدث بعد ذلك؟
* يتم إيداعها أحد الأديرة لعمل غسيل مخ، ثم تزوير أوراقها وتسفيرها إلى جنوب السودان أو استراليا أو أمريكا.
■ لكنك قلت أن لديك ملفات للكنيسة؟
*نعم قلت ذلك، هل سألت البابا شنودة كم مساحة دير وادي النطرون الممتد حتى حدود مصر عند السلوم، انه 4270 فدان تم الاحتيال على الرئيس السادات وشرائهم بقفص عنب، هل تعلم أن هذا الدير يحوي من مقابر الفراعنة والآثار حوالي ثلث كنوز مصر ويتم تهريبها للخارج، والشيخ حافظ سلامة معي شاهد على ذلك، هل تعلم أن مساحة هذا الدير تبلغ مجموع مساحة دولتي الكويت وقطر وممنوع على أي من أجهزة الدولة سيادية أو غير سيادية القيام بتفتيشه.
أيام “هوجة” أنفلونزا الخنازير منذ عامين أمرت الدولة بالتخلص من جميع الخنازير التي تربى في الدير، فامتنع الرهبان عن تنفيذ الأمر ورفضوا دخول لجنة وزارة الصحة والطب البيطري، وتوصلت معهم الدولة إلى حل وسط وهو ذبح الخنازير بمعرفة الرهبان مع أخذ التعويض، فقاموا باستلام التعويضات كاملة وامتنعوا عن ذبح الخنازير.
■ ألفت كتاب “المخلص” للمسلمات الجدد، وفتحت النار على الجميع ومنهم المشير طنطاوي، فما السر وراء عنادك وإصرارك على قضايا كاميليا وأخواتها؟
* لأنها حياة إنسانة وكرامتها.
■ رغم ما تعرضت له من ضرب وسحل وتلفيق تهمة “فتنة إمبابة” لك ولصديقك خالد حربي ، هل تثق في القضاء الذى يحاكم مبارك وستقف أنت أمامه خلال أيام أن ينصفك؟
* أنا أثق في الله وحده..هو حسبي ونعم الوكيل.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدو الوسط – حوار- أسامة عبد الرحيم
وأيضا : 25yanayer

No comments:

Post a Comment