Monday, February 6, 2012

جهاز المخابرات العامة دبر مجزرة بورسعيد

 
صحفى حضر تحقيق لجنة تقصى الحقائق ببورسعيد .. وخرج بقناعة سجلها فى مدونته .. وسجل معها وصيته

الخلاصة ان جهاز المخابرات العامة هو من دبر لتلك المجزرة وهو من دبر لما سبقها من مجازر اخرى
--------------------------------
واليكم التفصيل


المسؤول الأول عن أحداث بورسعيد وسيناريو الفوضى .. ووصيتي

كنت قد عاهدت نفسي وأعلنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أني سألتزم أثناء زيارتي لبورسعيد بتقصي "الحقائق" وتوثيق شهادات العيان وتحري "المعلومات" بعيدا عن "الرأي" و"التحليل" و"التفسير"، ذلك لأني ذهبت بصفتي البحثية والصحفية وكأحد أفراد بعثة تقصي الحقائق التي أوفدتها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.


ووفاءً بعهدي لم أكتب حرفاً واحداً يعبر عن رأيي طيلة الزيارة - الذي لم أكن قد كونته بعد. وها أنا الآن قد غادرت بورسعيد إلى الإسكندرية، بعد 3 ليالي وأيام من العمل الشاق اختتمته بتعاون مع لجنة تقصي الحقائق البرلمانية بخصوص شاهد لديه معلومات تفصيلية عن 3 من البلطجية الذين شوهدوا في المباراة وظهرت وجوههم بوضوح في الصور الفوتوغرافية والتليفزيونية ..



الآن فقط يمكنني أن أبدأ بتدوين رأيي وأن أنشر تحليلي، مؤكداً أنه رأيي الشخصي وعلى مسؤوليتي المنفردة.



دعوني أبدأ بواقعة حدثت بالفعل منذ أسابيع قليلة وأراها مرتبطة بشكل أو بآخر بأحداث بورسعيد..



موظف مبيعات بشركة عقارية اتفق على موعد مع زبون "مهم جداً" يعمل في "جهة ما" .. كان الموعد ملاصقاً لموعد طائرته إلى دولة عربية تضم المقر الرئيسي للشركة .. ضاق الوقت برجل المبيعات فأخلف الموعد دون سابق اعتذار وذهب إلى المطار مباشرة .. أبرز هويته والتذكرة، ومر على الميزان والجوازات، وانتظر الطائرة، وركب حافلة الركاب الداخلية، وصعد إلى طائرته، وأخيراً أقلعت الطائرة بالفعل..


وإذا به يفاجأ بدوران الطائرة بعد إقلاعها وعودتها إلى المطار وإنزاله كمطلوب للسلطات .. وبالطبع وجد نفسه مستدعىً لزبونه الذي أراد تلقينه درساً في التعامل مع "الأشخاص المهمة جداً" فعطّل مصالح العشرات من الناس الأقل أهمية، فضلاً عن استعراض عضلات نفوذه على حركة الطيران المدني..



قطع الزبون علاقته التجارية بالموظف فأوفدت الشركة زميلة أخرى .. فنصحها الزبون بالقعود في بيتها لأن "البلد داخلة على أيام سودا".. (الغريب أنه عارف!)


هل علمتم الجهة التي يعمل بها الزبون؟ ذلك الجهاز الأخطبوطي الذي يأمر فيطاع ويسأل من يشاء دون أن يساءله أحد؟

إنه جهاز المخابرات العامة

إذا أصدر رائد في المخابرات العامة في الثلاثينيات من عمره أمراً صارماً لأية جهة تنفيذية أو إدارية فمن يستطيع أن يناقشه؟ ولو ناقشه أحد، فمباذا سيجادل المُناقِش لو أخبره أن الأمر متعلق بأمر "سيادي" أو مسألة "أمن قومي"؟!


ولو شك أحدهم أن هذا الشاب يستغل نفوذه في تحقيق مصالحه الشخصية، أو إرضاء ذاته المريضه بحب التسلط والسيطرة، أو تلبية رغبات هواه العليل المتوهم تحريك كل الأمور من وراء ستار .. فما الإجراء الذي يمكن أن يتفتق ذهن المعترض عن اتخاذه إزاءه؟!



المخابرات العامة هي ملتقى "الكفاءات" من الجيش والشرطة، وصاحبة ألف وجه من وجوه القوة الناعمة إعلامياً واقتصادياً واجتماعياً، فضلاً عن النفوذ بالتدخل المباشر والسطوة المعنوية..






المخابرات العامة هي ذلك البطل الغامض المحبوب جماهيرياً بسبب محمود عبد العزيز (رأفت الهجان) وعادل إمام (جمعة الشوان) ونبيل فاروق (رجل المستحيل).. وهي قدس الأقداس الذي لا يجرؤ على انتقاده ولا لومه ولا اتهامه أحد..






جهاز المخابرات العامة الحالي هو الوريث الفاسد لأمجاد سابقيه، وهو الوريث السكّير الذي يبدد ثروة أسلافه الوطنية في صالات المقامرة والرهان على عمر سليمان وأشباهه من السفاحين ..






المخابرات العامة هو الجهاز السيادي المقيت الذي لا يدرك الفارق بينه وبين المخابرات العسكرية من المدنيين سوى أبناء سيناء الذين تشرفت بالانتساب إليهم مؤخراً (مع عدم تنزيه المخابرات العسكرية ولا تقديسها)..






المخابرات العامة هي الهيئة التي لا تقيم وزناً لحياة البشر بمجرد اعتبارهم "أهدافا".. وهي الجهة التي تستطيع أن ينتحل أفرادها أية صفة مدنية أو عسكرية .. وهي التي يمكنها تمرير مخططاتها عبر أجهزة الدولة كلها وعبر شبكات المصالح وعبر البلطجية وعبر وسائل التعبئة والدعاية التي يرضعها المبتدئون لديهم..






المخابرات العامة هي التي يمكنها أن توظف الجيش والشرطة والاستاد والكهرباء وبعض الجماهير لإحداث فوضى، كنت أنتظر أن يخططوا لوقوعها في تل أبيب!






الحقائق التي توصلت إليها كالآتي:






1- تم تغيير مسار دخول موكب حافلات مشجعي الأهلي من الجنوب (طريق القاهرة والإسماعيلية) إلى الغرب (طريق دمياط والمنصورة) عبْر الطريق الدائري بحجة تأمينهم من جماهير النادي المصري المتربصة بهم..


في هذه الأثناء انضمت حافلتان تابعتان لشركة "شرق الدلتا" لنقل الركاب وهما تحملان من قالوا عن أنفسهم أنهم من رابطة مشجعي المصري بدمياط. وسارت الحافلتان ضمن الموكب الذي كان مؤمناً بقوات الشرطة والأمن المركزي.


* لاحظ أن شركة "شرق الدلتا" تابعة للقطاع العام ولا تتعاقد على رحلات خاصة كما تفعل شركات النقل والسياحة الخاصة!


2- الاستعدادات الأمنية كانت أقل من المعتاد في المباريات عموماً - بما فيها المباريات التي منع فيها دخول جمهور النادي المنافس - وكان أقل بكثير من المنطقي في مباراة مع النادي الأهلي القادم مع جمهوره المحتقن والمتوعّد.


3- محافظ بورسعيد لم يحضر تلك المباراة المهمة. وأحد أبناء المدينة - الذي كان بوده حضور المباراة لولا سفره الاضطراري إلى المنصورة - سمع أميناً للشرطة يقول لسائق السيارة الأجرة "البيجو" التي جمعتهم بأنه ترك خدمته في المباراة لأنه يخشى على حياته ويريد العودة لأبنائه وأنه يعلم أنهم سيقتلون بعضهم البعض.


4- كان هناك تساهل مريب في دخول الجماهير دون إبراز التذكرة ولا تفتيش، وهي سابقة تاريخية في عُرف الملاعب المصرية. كما لم يلتزم أحد بالمدرجات المخصصة له، فجلس جمهور عادي في مدرجات الإعلاميين.


5- انتشر في المباراة ألعاب نارية خطرة لم يعرفها جمهور المصري ولا أهالي بورسعيد، لا من حيث النوعية ولا الكمية. والمهم أنها انتشرت بين صفوف الجمهورين بالتزامن.


6- أجمع كل من وثقت شهاداتهم من شهود العيان ممن لم يفوتوا مباراة للنادي المصري أنهم رأوا وجوهاً غريبة لم يروها في حياتهم بين صفوف المشجعين (لاحظ أن بورسعيد مدينة صغيرة وأن المشجعين يعرفون بعضهم البعض أو على الأقل يألفون وجوه بعضهم)..


ولأول مرة أيضاً يتم إرهاب المشجعين بالسلاح الأبيض - داخل المدرجات - بحجة أنهم لا يشجعون كما ينبغي أن يكون التشجيع، واعتراضاً على لافتة تمني الشفاء لمحمود الخطيب..


7- تم لَحْم بوابة خروج مدرجات مشجعي الأهلي، وفتحت البوابة الغربية المؤدية إلى الملعب من ناحية مدرجات مشجعي المصري، وتدفقت جماهير المصري (بغض النظر عن الدافع: احتفال بالفوز المميز - فرحة أطفال وأحداث بالنجيلا - بلطجية معروفون بالاسم في بورسعيد توجهوا صوب لاعبي الأهلي للاعتداء عليهم - جمهور من المصري حاول منع المعتدين - جمهور من المصري شارك في الاعتداء...)


8- تم إطفاء الأنوار عن عمد - دون انقطاع في الكهرباء - بدليل استمرار أغاني الاحتفال بفوز المصري..


9- تم سماع 4 طلقات نارية فور انتهاء المباراة من داخل الاستاد..


10- توقفت قوات الأمن تتفرج، ورفضت القيادات الأمنية التدخل، بل منع أحدهم (الضابط محمود المر) أحد الجنود الذي حاول التصدي للمعتدين. فضلاً عن طلب عميد في الأمن المركزي من إسلام عز الدين - مدير الموقع الرسمي لجماهير النادي المصري وعضو مؤسس بألتراس مصراوي - أن يشكّل فريقاً من المتطوعين بحماية المدرجات أثناء المباراة وعدم توظيف قوات الأمن في ذلك.


11- حدث تراخي غريب في التعامل مع الأزمة وإنقاذ المصابين ونقل الجثث، بالإضافة إلى التباطؤ في التدخل العسكري لضبط الأمن - كما هو متوقع في مدينة مطلة على قناة السويس.




12- أثناء المظاهرات الاحتجاجية في اليومين التاليين شَهِدْتُ تحريضاً غريباً ممن لا يشاركون بأيديهم في شيء (على سبيل المثال: رجلان أنيقان يقفان يتفرجان على المتظاهرين المتحمسين أمام مديرية الأمن ويحرضان على تحطيمها، وحينما احتد عليهما صديق بورسعيدي يصر على سلمية التظاهر غيّرا الموضوع ثم انسحبا واختفيا تماماً) بالإضافة إلى البلطجي المقبوض عليه يوم الجمعة الذي حاول التحريض من بين صفوف المتظاهرين على تحطيم مبنى المحافظة..




كل هذه الحقائق المرتبطة ببعضها لا ينظمها سوى عقد واحد، وهو الطرف الهلامي الذي لا يستطيع أن يسمّيه أحد، إما خوفاً أو عجزاً عن التحقق..


أحذر لجنة تقصي الحقائق والنيابة العامة وكل من يقرأ هذه التدوينة من الاستعجال في تصديق أن من دفع بالبلطجية فلان أو علان، حتى لو كانوا من أصدقاء جمال مبارك ومن أكثر الفلول إفساداً فما هم - في رأيي - إلا أدوات وكباش فداء، كما هي حال من سيثبت تورطه وتواطؤه من الشرطة العادية.


-----------


المخابرات العامة هي التي رَأَسَها مَنْ صار نائباً لرئيس الجمهورية المخلوع ثم مستشاراً أمنياً لرأس العدو الإقليمي الأول للثورة - النظام السعودي - وهي سابقة تاريخية يجب أن تُكْتب بمداد الخزي في صحائف العار..


المخابرات العامة هي التي يرأسها الآن من كان محافظاً ظالماً فاشلاً لشمال سيناء..


المخابرات العامة هي مأوى فنانو التعذيب في الشرق الأوسط، وفرق الاغتيالات المحترفة، ومخططو الدعاية والرأي العام..


المخابرات العامة هو أكبر جهاز يملك وثائق ومعلومات يتم توظيفها لحسابات شخصية وسياسية ومصلحية، ويتستر على جرائم مالية وجنائية وسياسية لكل الفاسدين..


المخابرات العامة هي كهنوت نظام مبارك الذي عسكره رغم مدنيته المفترضة، ورقّى رئيسه ليصير تابعاً له مباشرة على درجة وزير..


المخابرات العامة هي الغولة التي أقول في وجهها إن عينها الحمراء لا تخيفني..


وهي السلطان الجائر الذي أحتسب نفسي عند الله شهيداً لو قتلوني بسبب كلمة حق في وجوههم


لو كانت المخابرات العامة هيئة علنية تتعامل مع الإعلام والجمهور لأعلنتها أمام الجميع في وجه اللواء مراد موافي وأصحاب الولاء لعمر سليمان أنهم مسؤولون عن أحداث بورسعيد وعن سيناريو الفوضى الهدامة/الخلاقة الذي يراهنون عليه .. لكن طالما كانت أفعالهم معنا غير مباشرة فكلمتي التي أصدح بها عنهم هي أيضاً غير مباشرة - عبر مدونتي المتواضعة وحسابي على فيسبوك ..


المخابرات العامة هي المسؤولة عن افتعال أزمات أنابيب البوتاجاز والوقود - لا سيما في الصعيد ..


المخابرات العامة هي الكلمة التي تعمدت تكرارها في هذه التدوينة كي ترن في أذن قارئها، ويعتاد عليها لسان الثوار ولا يخشون من ترديدها


المخابرات العامة هو جهاز يقتات من ضرائبنا وموارد دولتنا القائمة على أحقيتنا فيها وفي الواجبات التي تلتزم بها من أجلنا في مقابل التخلي عن بعض هذه الحقوق والمستحقات..


المخابرات العامة ليست فوق المساءلة .. ويجب أن يرأسها مدني ..


تسقط تسقط رئاسة العسكر للمخابرات العامة

No comments:

Post a Comment